ومضات من سيرة القائد أحمد الجعبري - اخبار اليوم اخبارية فلسطينية

ومضات من سيرة القائد أحمد الجعبري

بالشهادة توّج حياة كفاحية حافلة لم يكن الجعبري من محبي الظهور رغم أن اسمه كان يتردد في كل ركن وحارة بقطاع غزة، ولم يتيقن أهالي قطاع غزة من أوصافه الا عندما ظهر برفقة الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط أثناء تسليمه للمصريين في معبر رفح البري..أتقن التخفي وانجاز المهام، وبعد اصابة قائده الضيف في محاولة اغتياله أصبح القائد الفعلي لكتائب القسام، وتمكن خلال فترة وجيزة من تحويل كتائب القسام من نظام المجموعات الى نظام جيش..غاب أحمد الجعبري «أبو محمد» في استهداف طائرة استطلاع اسرائيلية، ولكن بقيت اطلالاته وأعماله الفدائية تروى للأجيال وتخلد في الذاكرة.يتنقل متخفياًويشغل الجعبري، منصب نائب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وتطلق عليه أجهزة الاحتلال المخابراتية اسم «رئيس أركان حركة حماس» في دلالة منها الى مكانته التي يحظى بها في الحركة، وهو على رأس قائمة المطلوبين لـ(اسرائيل)، التي تتهمه بـ«أنه المسؤول والمخطط لعدد كبير من العمليات ضدها».وكان الجعبري يتنقل متخفيًا بين عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام، في نقاط تمركزهم على حدود قطاع غزة، يتفقدهم ويبث في نفوسهم قوة الصمود، كما يشرف بشكل مباشر على تدريباتهم.والجعبري من مواليد عام 1960، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص تاريخ من الجامعة الاسلامية بغزة، وله «بصماته في التغيير الدرامي للجناح العسكري لحركة حماس»، حسب وصف تقرير اسرائيلي له، وظل متمسكاً بملف الجندي شاليط منذ أسره في 25 يونيو/ حزيران 2006.الجعبري رئيس أركانحاز الجعبري على لقب «رئيس أركان حماس» نظرًا للمكانة الكبيرة التي تفردها له الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في قائمة المطلوبين للتصفية من قبلها، علاوة على دوره الكبير في العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2008، وهو الدور الذي ساهم بشكل كبير في سطوع نجم الجعبري.واعتبرته وسائل اعلام اسرائيلية «مهندس» التصدي لهذا العدوان، وأطلقت عليه لقب «الشبح» نظرًا لعجز اسرائيل عن اغتياله خلال تلك الحرب.وأحدث الجعبري تغييرات كبيرة في بنية كتائب القسام محوّلاً اياها من مجموعات صغيرة الى جيش شبه نظامي يتألف من آلاف المقاتلين موزعين.حياته النضاليةاستهل الجعبري حياته النضالية في صفوف حركة «فتح»، واعتقل مع بداية عقد الثمانينيات على يد قوات الاحتلال وأمضى 13 عاماً، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982.وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بحركة «فتح»، وانتمى لـ«حماس» وعمل بمكتب القيادة السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها.وتركز نشاط الجعبري عقب الافراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 على ادارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الاسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة.في تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام، الى حين اغتالت (اسرائيل) الشيخ شحادة عام 2002، وفشلت في محاولة اغتيال الضيف عام 2003 والتي أصيب خلالها بـ«جروح بالغة واعاقات غير محددة»، ليتحول معها الجعبري الى القائد الفعلي لكتائب القسام الى جانب «الضيف» القائد العام للكتائب في فلسطين.وبرز الجعبري بشكل كبير بعد نجاته من عملية اغتيال في السابع من آب (أغسطس) من عام 2004م حينما قصفت طائرة صهيونية منزل عائلته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة فقتلت نجله محمد (23 عامًا) وشقيقه فتحي (38 عامًا) وصهره وعددًا من أقاربه ومرافقه علاء الشريف (27 عامًا)، الا أنه أصيب بجروح طفيفة.وبعد هذه العملية اختفى الجعبري عن الأنظار تمامًا لمدة عام تقريبًا، ظل الجعبري بعيدًا عن وسائل الاعلام، الى ان ظهر في برنامج وثائقي واحد وتحدث عن نفسه وعن الجهاز العسكري لحركة «حماس»، الا أنه بعد ذلك لم يصدر عنه أي تصريح وتوارى عن الأنظار بالكامل.وشاءت الأقدار أن يلقى الجعبري ربه بعد أيام قليلة من أدائه فريضة الحج.الجعبري وشاليطوكان ظهوره (أحمد الجعبري)، بشكل علني خلال تسليم الجندي الصهيوني جلعاد شاليط للمخابرات المصرية يوم 18 تشرين أول (أكتوبر) 2011 بمثابة رسالة موجهة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أنه أوفى بالوعد الذي قطعه على نفسه، وهو ويودعهم قبل الافراج عنه من تلك السجون عام 1995م.وتعود أصول عائلة الجعبري، عن (51 عاما) الى مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، التي انتقلت الى قطاع غزة مطلع القرن الماضي، حيث ترعرع نجلها أحمد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، واعتقل حينما كان يبلغ من العمر 18 عامًا بتهمة المشاركة في خلية مسلحة تابعة لحركة «فتح» ومقاومة الاحتلال.كان يجيد اللغة العبرية، وكثر الحديث عنه بعد أسر الجندي جلعاد شاليط في 25 حزيران (يونيو) 2006 وبدأت المصادر الصهيونية تحمله المسؤولية عن ذلك دون أن يظهر هو في أي مكان أو يصدر عنه أي تصريح.وأخفقت اسرائيل خلال الحرب على غزة قبل عامين في قتل الجعبري، وأضاف مقربون من الجعبري للمركز الفلسطيني للاعلام انه هو من كان يقود المفاوضات غير المباشرة حول شاليط بالاضافة الى ثلاثة قادة آخرين، وأنه كان حاسمًا في ذلك الأمر ولا تؤثر عليه أي ضغوط خارجية، وكان يدرك طبيعة القائمة التي وضعها للأسرى والتي من المقرر أن يفرج عنهم بموجبها وتنوعها، بحيث تشمل الأسرى القدامى وكذلك قادة الفصائل والنساء والأطفال والمرضى.

0 التعليقات: